سيرة صلاح الدين الأيوبي

يُعَدّ كتاب «النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية» من أهم المصادر التاريخية التي خلدت سيرة القائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي، كتبه المؤرخ الفقيه بهاء الدين بن شداد الذي عاصر السلطان وكان قريبًا من مجالسه وميادين جهاده. يبدأ المؤلف بسرد نشأة صلاح الدين في تكريت، ثم يتتبع مسيرته حتى صار سلطانًا عظيماً يهاب الأعداء ويجتمع حوله الأنصار. يبرز الكتاب خصاله الأخلاقية: الكرم، العدل، الشجاعة، وحبه للجهاد، كما يضيء على جوانبه الإنسانية ومروءته حتى مع خصومه من الصليبيين، خاصةً بعد تحرير القدس عام 1187م حين عفا عن الكثيرين منهم وأمّنهم على أرواحهم. يضم الكتاب أيضًا أخبارًا وطرائف ونوادر عن معاركه وغزواته، كاشفًا عن حكمته السياسية ودهائه العسكري، مما جعله رمزًا خالدًا في التاريخ الإسلامي. إنه ليس مجرد سيرة ذاتية، بل وثيقة تاريخية حيّة عن عصر صلاح الدين وروحه الفذة التي جمعت بين السيف والرحمة.