الواسطة في معرفة أحوال مالطة

في كتابه «الواسطة في معرفة أحوال مالطة» ينقل لنا الأديب الرحّالة أحمد فارس الشدياق صورة نابضة عن جزيرة مالطة التي زارها في منتصف القرن التاسع عشر، تلك الجزيرة الصغيرة الواقعة في قلب البحر الأبيض المتوسط بين أوروبا وإفريقيا. يبدأ المؤلف بخلفية تاريخية وجغرافية، ثم يقدّم وصفًا دقيقًا لحياة المالطيين آنذاك: عاداتهم وأخلاقهم، لغاتهم المتعددة التي تأثرت بالعربية والفينيقية والإيطالية، فضلًا عن الإنجليزية التي فرضها الاحتلال البريطاني. كما يتناول اقتصاد البلاد وفنونها وآدابها، كاشفًا عن تأثير موقعها الإستراتيجي في رسم ملامحها الثقافية والسياسية. الكتاب يجمع بين روح الرحلة وعمق الدراسة الاجتماعية، ويعكس قدرة الشدياق على المزج بين السرد الأدبي والتحليل الواقعي، ليقدّم وثيقة أدبية وتاريخية تكشف عن أحوال جزيرة جمعت بين إفريقية الجغرافيا وأوروبية الهوى.