Cilt 920 sayfalar
ظهر الإسلام
Kitap hakkında
يوم الإسلام ج 1
لكتاب «يوم الإسلام» مَزيَّة خاصَّة في مُجمَل أعمال أحمد أمين؛ إذ إنه الكتاب الأخير في مسيرته الفكرية والثقافية التي امتدَّت ما يقرُب من خمسين عامًا، وبهذا الكتاب يُكمل سِفرين كبيرين في مشروعه الفكري والاجتماعي لحضارة الإسلام، منذ النشأة، وحتى مراحل الازدهار، وصولًا لحالات الانكسار والصحوات الكبرى. فكتاب «يوم الإسلام» يشتمل على الإسلام أصوله وعوارضه في عصوره المختلفة، ويُشهَد له أنه يقف على مرحلة تاريخية طويلة وممتدَّة في مسيرة الفكر الإسلامي، ففيه حديث عن أُسس الإسلام، ومبادئه، ومراحل قيام الدولة، وحضارة الإسلام، والتحديات التي تواجه أبناءه، ووصف لحالات الصراع القديم والـمُمتد، ودفاع عن جوهر الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية الوسطية، ونقد السياسة الأوربية، وأهم خطوات الإصلاح المنشودة، ودور الفرد وقيمته في المفهوم الإسلامي. وقد ألَّف أحمد أمين هذا الكتاب في الفترة الأخيرة من حياته، وكان قد أُصيب في عينيه، فنصحه الأطباء بتجنُّب القراءة وخصوصًا بالليل، فكان لا بد من الاستعانة بالغير لإنجاز ما يعِنُّ له من أفكار، وهي حالة وصفها – رحمه الله – بغير الـمُثمرة؛ لأنه كان يستطيع أن يتصفَّح الكتاب في ساعاتٍ ليقف على ما فيه وما يُفيده، أما قراءة الغير فلا تُجزي هذا الإجزاء. وقد عاش أحمد أمين حياةً حافلةً بالنشاط والعطاء، فألَّف وحقَّق وترجم عددًا كبيرًا من الكتب المهمة التي تأخذ مكان الصدارة بين أُمَّهات الكتب، لما تزخر به من الأفكار والآراء السديدة، فضلًا عن أسلوبٍ سلسٍ، عذْبٍ، لا تكلُّف فيه.
يوم الإسلام ج 2
لا عجب أن يكون كتاب ظهر الإسلام من أكثر كتب التاريخ والفكر والأدب مبيعًا وانتشارًا؛ فلم ينل كتاب من الذيوع والانتشار أو يحظ بالقبول الحسن مثلما نال كتاب ظهر الإسلام وصنواه فجر وضحى الإسلام؛ تلك الدرر الثمينة والحبات النفيسة التي انتظمت كفرائد متلالئة تزين عقد الإبداع الفكري والعقلي في التاريخ العربي الإسلامي. وأنت حين تجيل النظر في كتاب «ظهر الإسلام» تشعر وكأنك أمام كنز ثمين من كنوز المعرفة التي لا تزيدها السنون إلَّا لمعانًا وبريقًا؛ فذلك السِّفْر القَيِّم، والعمل الإبداعي الفذ الذي يميط اللثام عن فترة من أغزر فترات تاريخنا حيوية وثراء، ليس سردًا لتاريخ أو وصفًا مجردًا لأحوال أمم وشعوب، بل هو عمل إبداعي يدب بالحياة تتجلى فيه عبقرية الراحل أحمد أمين الذي تميز بالهمة العالية والعمل الناجز، وأسس لمدرسة فكرية عقلانية لا تساوقها إلّا مدرسة حفرت اسم صاحبها في سجلات التاريخ الإنساني من أوسع أبوابه.