Sayfa sayısı 240 sayfa
لا أحد يحب الفقراء إلا أمهاتهم
Kitap hakkında
تجتاحني الأسئلة العدمية والعبثية:
لمنْ أكتب؟.
ما جدوى الكتابة المتكررة منذ سنوات، وتأليف الكتب؟.
ماذا يحدث للعالم، لو مرضت بداء خبيث، أو مِتُّ غرقًا، أو حرقًا، أو قهرًا.. بطلقة رصاص، أو نصل سكين، أو بنوبة قلبية من حصار السفه والتفاهة والسخف؟.. هل تُغير الشمس مسارها وتشرق من الغرب، لو انحرفت أو كفرت أو انتحرت؟.
العدم يلف جميع الأشياء، لا معنى ولا أهمية لمقالات وقصائد وروايات تنتزع أناقة الحروف، وتناغم الأبجدية.. هل هناك ما يبرر كل هذا التعب والاستنزاف؟.. هل هناك ما يستحق أن أوجد وأن أستمر في الوجود، وكل منْ يهمهم أمري دون مصالح، دون أقنعة، دون شروط، قد غادروا إلى المحطة الأخيرة، وافترشوا التراب مسكنًا أبديًا؟.
وجاء بخاطري أن جبران خليل جبران 6 يناير 1883 – 10 أبريل 1931، قال أمرًا مشابهًا، حين تساءل: «هل هذه هي الحياة التي كنت أركل بطن أمي لأجلها؟».
كلما قبضَتْ على روحي تلك التساؤلات الفلسفية العدمية العبثية، أفلت منها قائلة:
«ما هذه الرفاهية الفكرية؟.. ألا يكفي أنني لست من الجائعين والمشردين، أو من الملايين الذين يعيشون ويموتون تحت خط الفقر.. ألا يكفي أنني من الطبقة المخدومة، لا الطبقة الخادمة؟.. الطبقة المالكة، لا الطبقة المملوكة؟.. الطبقة الآمرة، لا الطبقة المأمورة؟».
منْ يعيش تحت خط الفقر، ليست لديه الطاقة لأسئلة فلسفية.. انشغاله الوحيد المتكرر يوميًا هو: «كيف أجد طعامًا يبقيني حيًّا؟».
المعدة الخاوية لا تتفلسف، ولا تطرح الأسئلة.
د. منى نوال حلمي