Kitabı oku: «السعي من أجل البطولة », sayfa 6

Yazı tipi:

"لن يبقى في بيتي," قالت والدتها بعصبية.

"أنت تتسرعين في حكمك بينما لا تعرفين القصة بأكملها حتى." قال الملك.

"أنا أعرف القصة," قاطعته. "هذا يكفي."

سمعت جوين صوت والدتها المسموم, واندهشت لذلك. إنها نادراً ما سمعت والدتها تجادل, ربما بضع مرات فقط في حياتها, ولكنها لم تسمع والدتها بهذه العصبية من قبل, ولم تستطع فهم السبب.

"سيبقى في الثكنات مع الفتيان الآخرين. أنا لا أريده تحت سقفي. هل تفهم؟" أصرت.

"إنها قلعة كبيرة," ردّ والدها مرة أخرى. "لن تلاحظي وجوده."

"لا يهمني إن لا حظت ذلك أم لا, أنا لا أريده هنا. إنها مشكلتك, أنت اخترت أن تدخله إلى هنا."

"أنت لست بريئة أيضاً," رد والدها.

سمعت خطى, شاهدت والدها يسير عبر الغرفة ويخرج من الباب على الجانب الآخر, وأغلقه وراءه بقوة حتى أن الغرفة اهتزت. وقفت والدتها في وسط الغرفة, وبدأت في البكاء.

شعرت جوين بشعور رهيب, لم تكن تعرف ماذا تفعل. من جهة, فكرت أنه من الأفضل أن تنسل بعيداً, ولكن من جهة أخرى, لا يمكن أن تقف بعيداً و والدتها تبكي, لا يمكن أن تتركها هناك على هذه الحالة. وهي أيضاً لم تفهم ما الذي كانا يتجادلان حوله. لقد افترضت أنهما كانا يتجادلان حول تور ولكن لماذا؟ لماذا تهتم والدتها بهذا حتى؟ عشرات من الناس عاشوا في القلعة.

لا يمكن لجوين أن تبتعد و والدتها في تلك الحالة, كان عليها أن تهدّئها. دفعت الباب المفتوح بلطف.

لقد أخرج صوت صرير, تفاجأت والدتها, وعبست في وجه ابنتها.

"هل طرقت الباب؟" قالت بعصبية. كان يمكن لجوين أن ترى كم كانت مستاءة وشعرت بشعور رهيب.

"ماذا هناك يا أمي؟" سألت جوين, ومشت نحوها بلطف. "أنا لا أقصد التدخل, ولكنك كنتي تتجادلين مع والدي."

"أنت على حق, يجب عليك أن لا تتدخلي," ردت والدتها.

كانت جوين متفاجئة. في كثير من الأحيان كان من الصعب التعامل مع والدتها, ولكن نادراً ما كانت بهذه الحالة. غضبها الشديد جعل جوين تقف في مكانها على بعد أمتار قليلة, مترددة.

"هل الأمر يتعلق بذلك الصبي الجديد ؟تور؟" سألت.

أدارت والدتها وجهها بعيداً, ومسحت دموعها.

"أنا لا أفهم," أصرت جوين. "لماذا يهمك أين سيمكث؟"

"اهتماماتي هي مسائل ليست من شأنك," قال ببرود, ورغبة واضحة في إنهاء النقاش. "ماذا تريدين؟ لماذا جئت إلى هنا؟"

كانت جوين عصبية الآن. كانت تريد من والدتها أن تخبرها بكل شيء عن تور, ولا تستطيع تصديق أنها اختارت أسوأ وقت لهذا, تنحنحت مترددة.

"أنا.. بالحقيقة أريد أن أسألك عنه؟ ماذا تعرفين عنه؟"

التفت والدتها و ضاقت عيناها, مرتابة.

"لماذا؟" سألت بجدية كبيرة. شعرت جوين بأنها تستدرجها, وهي تنظر مباشرة لها, و تتوقع بإدراكها الخارق أنه يعجب جوين. حاولت إخفاء مشاعرها, ولكنها كانت تعرف أنه لا فائدة لذلك.

"مجرد فضول," قالت بشكل غير مقنع.

فجأة, تقدمت الملكة ثلاث خطوات نحوها, أمسكت ذراعيها بقسوة وحدقت في وجهها.

"استمعي إلي," همست. "سأقول هذا ولمرة واحدة. يجب أن تبقي بعيدة عن هذا الصبي, هل تسمعينني؟ أنا لا أريد أن تكوني في أي مكان بالقرب منه, وتحت أي ظرف من الظروف."

لقد شعرت جوين بالفزع.

"ولكن لماذا؟ إنه بطل."

"إنه ليس واحداً منا," أجابت والدتها. "على الرغم مما يعتقد والدك, أريدك أن تبتعدي عنه. هل تسمعينني؟ عديني الآن."

" لن أعدك," قال جوين, وأبعدت ذراعيها عن قبضة والدتها القوية جداً.

"إنه من عامة الشعب, وأنت أميرة," صاحت أمها. "أنت أميرة. هل تفهمين؟ إذا اقتربت منه, سوف أنفيه من هنا. هل هذا واضح؟"

لم تكن تعرف جوين كيف ترد, لم يسبق لها أن رأت والدتها هكذا.

"أمي, لا تقولي لي ما يجب القيام به." قالت أخيراً.

بذلت جوين قصارى جهدها لقول ذلك بشجاعة, ولكن في داخلها كانت ترتجف. لم تكن تعرف ما الذي يحدث.

"افعلي ما يحلو لك," قالت والدتها. "ولكن لا تنسي أن مصيره بين يدي."

التفت والدتها بعد ذلك, خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها, تاركة جوين في صمت مدوي, وقد تعكر مزاجها. ما الذي يمكن أن يسبب ردة الفعل القوية من والدتها ووالدها؟

من هو هذا الصبي؟

الفصل العاشر

جلس ماكجيل في قاعة المأدبة يراقب رعيته, كان في نهاية واحدة من الطاولات والملك ماكلاود في الطرف الآخر, ومئات من الرجال من كلا المملكتين فيما بينهما. كانت احتفالات الزفاف مستمرة منذ ساعات وأخيراً كان التوتر من مبارزة اليوم قد تلاشى بين الحاضرين. و كما كانت ظنون ماكجيل, جميع الرجال يحتاجون إلى النبيذ واللحوم والنساء لينسوا خلافاتهم. الآن الجميع اجتمع على طاولة واحدة, مثل المحاربين الأخوة. في الواقع, بالنظر إليهم, لم يتمكن ماكجيل من القول أنهم من مملكتين مختلفتين.

شعر ماكجيل بأنه كان على حق, وأن خطته المدروسة تسير بشكل جيد بالرغم من كل شيء. وبالفعل يبدو الجميع أكثر تقارباً. لقد نجح بفعل ما لم يستطيع فعله ملوك ماكجيل من قبله, وهو توحيد جانبي الطوق وجعلهم على الأقل جيراناً مسالمين. كانت ابنته لواندا مع زوجها الجديد متأبطا الذراعين, الأمير ماكلاود. لقد بدت راضية, و هذا ما خفف عنه ذنبه. من الممكن أنه أرسلها بعيداً ولكنه أعطاها مملكة على الأقل.

فكر ماكجيل مرة أخرى بكل التخطيطات التي سبقت هذا الحدث, وتذكر الأيام الطويلة من الجدل مع مستشاريه. و اتخاذه القرارات في ترتيب هذا الزواج خلافاً لنصائح مستشاريه. لم يكن تحقيق هذا السلام سهلاً, في الوقت الذي كان ماكلاود يريدون الاستقلال في جانبهم من المرتفعات, هذا الزفاف سينسى في نهاية المطاف, ويوما ما ستشتعل الاضطرابات. لم يكن ساذجاً إنه يعرف ذلك تماماً. ولكن الآن, كان هناك على الأقل رابط دم بين المملكتين وخاصة عندما يأتي الطفل, وهو أمر لا يمكن تجاهله بسهولة. و إذا كان ذلك الطفل ناجحاً, وحكم يوماً ما, سيكون طفلاً ولد من جانبي الطوق, حينها ربما يوم ما, يمكن أن تتحد الطوق بأكملها, ولن تكون المرتفعات في تنازع حدودي والأرض ستزدهر تحت حكم واحد. كان ذلك حلمه.

ليس من أجله ولكن من أجل ذريته. وبعد كل شيء, كان على الطوق أن تبقى قوية, ويجب أن تبقى موحدة لحماية كانيون, لمحاربة جحافل العالم الخارجي. وطالما كانت المملكتين منقسمتين ستكون جبهة ضعيفة لبقية العالم.

"نخب," صاح ماكجيل, ثم وقف.

وقف المئات من الرجال ورفعوا كؤوسهم.

"لحفل زفاف ابنتي الكبرى! إلى اتحاد الماكجيل وماكلاود! للسلام في جميع أنحاء الطوق!"

جاءت صيحات التشجيع والصراخ. كان الجميع يشربون وامتلأت الغرفة مرة أخرى بضوضاء الضحك والولائم.

أرجع ماكجيل ظهره إلى الخلف وتمعن في أرجاء الغرفة, باحثاً عن أولاده الآخرين, هناك بالطبع كان غودفري يشرب بقبضتيه, وفتاة على كل كتف, ومحاطاً بأصدقائه الأوغاد. ربما كان هذا أول حدث ملكي يحضره عن طيب خاطر. جاريث كان هناك أيضاً, يجلس بشكل قريب جداً لمعشوقه, فيرث, يهمس في أذنه, كان يستطيع ماكجيل رؤية اندفاعه, وعيونه التي لا تهدأ, وأنه يدبر شيئاً. كان التفكير بذلك يجعله متوتراً, ثم أبعد نظره. هناك, على الجانب الآخر من الغرفة, كان ابنه الأصغر, ريس, يأكل على طاولة المرافقين مع الصبي الجديد, تور. كان يشع بتور وكأنه ابن له بالفعل, وكان مسروراً لرؤية أصغر أبنائه قد أصبح صديقه بهذه السرعة.

كان يبحث بين الوجوه عن ابنته جويندولين, وأخيراً وجدها جالسة على جانب وتحيط بها جاريتيها و هم يضحكون. تابع نظراتها, ولاحظ أنها تراقب تور. راقبها لفترة طويلة, وأدرك أنها كانت مغرمة. لم يكن يتوقع ذلك ولم يكن متأكداً ما الذي عليه فعله بشأن ذلك. أحس بوجود مشكلة, خاصة من قبل زوجته.

"جميع الأمور ليست كما تبدو," جاء صوت.

التفت ماكجيل لرؤية أرجون يجلس إلى جانبه, ويشاهد أفراد المملكتين وهم يأكلون الطعام معاً.

"ما رأيك في كل هذا؟" ردّ الملك. "هل سيكون هناك سلام في الممالك؟"

" لا يثبت السلام أبداً," قال أرجون. "إنه يتأرجح صعوداً وهبوطاً مثل المد والجزر. ما تراه أمامك هو قشرة سلام. ترى جانباً واحداً من وجهه. أنت تحاول فرض السلام على منازعة قديمة. ولكن هناك مئات السنين من الدماء, و النفوس يملأها حب الانتقام. هذه النفوس لا يمكن أن ترضيها بزواج واحد."

"ماذا تقول؟" سأل ماكجيل, مع جرعه أخرى من الخمر, وهو يشعر بالتوتر, كما يشعر في كثير من الأحيان بالقرب من أرجون.

التفت أرجون وحدق في وجهه بنظرة شديدة و قوية جداً, حتى أنه أوقع الرعب في قلب ماكجيل.

"سيكون هناك حرب, سيهجم الماكلاود. جهّز نفسك, كل الضيوف الذي كنت تشاهدهم قبل قليل سيبذلون قصارى جهدهم لقتل عائلتك."

ارتعد ماكجيل.

"هل اتخذت قراراً خاطئاً بتزويج ابنتي لهم؟"

صمت أرجون لفترة من الوقت, ثم قال أخيراً, "ليس بالضرورة."

نظر أرجون بعيداً, وقد عرف ماكجيل أنه انتهي من الموضوع. كان هناك مليون سؤال يريد إجابته, لكنه عرف أن كاهنه لن يجيب عليها حتى يكون جاهزاً. لذلك بدلاً من هذا, كان يشاهد عيني أرجون ويتبع نظراته نحو جويندولين, ثم إلى تور.

"هل تراهم سويّاً؟" سأل ماكجيل, فجأة أصبح لديه فضول لمعرفة ذلك.

"ربما," أجاب أرجون. "لا يزال هناك الكثير لم يتقرر بعد."

"أنت تقول ألغازاً." قال الملك.

تجاهل أرجون و أبعد نظره, حينها أردك ماكجيل أنه لن يحصل على أكثر من ذلك.

"هل رأيت ما الذي حصل على أرض الميدان اليوم؟ سأل ماكجيل. "مع الصبي؟"

"رأيت ذلك قبل حدوثه," أجاب أرجون.

"وما رأيك في ذلك؟ ما هو مصدر قوة الصبي؟ هل هو مثلك؟"

التفت أرجون وحدق في عيني ماكجيل, ومرة أخرى بقوة جعلته يبعد نظره.

"إنه أقوى مني بكثير."

حدق ماكجيل, مصدوماً. لم يسمع أرجون يتحدث بهذه الطريقة من قبل.

"أكثر قوة منك؟ كيف يكون ذلك ممكناً؟ أنت كاهن الملك, ليس هناك أحد لديه قوة أكبر منك في كل الأرض."

تجاهله أرجون.

"القوة لا تأتي في شكل واحد فقط," قال. "الفتى يتمتع بقوى تتجاوز ما يمكنك أن تتخيل. قوى لا يعرفها هو نفسه. إنه ليس لديه فكرة عمن يكون, أو من أين ينحدر."

التفت أرجون وحدق في ماكجيل.

" ولكنك تعرف," أضاف أرجون.

حدق ماكجيل, متسائلاً.

"أنا؟" سأل ماكجيل. "أخبرني, أحتاج إلى معرفة ذلك."

هزّ أرجون رأسه بالنفي.

"اتبع مشاعرك, إنها صحيحة."

"ماذا سيصبح الفتى؟" سأل ماكجيل.

"إنه سيصبح قائداً عظيماً, و محارباً عظيماً. إنه سيحكم الممالك وحده, ممالك أكبر بكثير مما لديك. وسيكون ملكاً أكبر بكثير مما أنت عليه, إنه مصيره."

للحظة قصيرة, أشعل كلام أرجون الحسد في قلب ماكجيل. التفت و نظر للصبي, كان يضحك مع ريس, على طاولة المرافقين, عامة الشعب, كان يبدو ضعيفاً من الخارج و أصغر الموجودين. لم يكن يستطيع أن يتخيل كيف سيكون هذا ممكناً. بالنظر إليه الآن, إنه بالكاد مؤهل للانضمام إلى الفيلق. وتساءل للحظة إذا كان أرجون مخطئاً.

ولكن أرجون لم يكن على خطأ قط أو يقول توقعات من دون سبب.

"لماذا تخبرني بهذا؟" سأل ماكجيل.

التفت أرجون وحدق في وجهه.

"لأنه وقتك للاستعداد, يحتاج الفتى إلى تدريب. إنه يحتاج لأن تعطيه أفضل ما لديك, إنه مسؤوليتك."

"مسؤوليتي؟ وماذا عن والده؟"

"ماذا عنه؟" سأل أرجون.

الفصل الحادي عشر

فتح تور عينيه ببطء, مشوشاً, ويتساءل أين هو. كان يرقد على الأرض, على كومة من القش وجانب وجهه مغروس فيها, تتدلى ذراعيه فوق رأسه. رفع رأسه, مسح لعابه الذي قد سال من فمه, وشعر بالفور بالألم في رأسه. كان أسوأ صداع في حياته. إنه يتذكر الليلة السابقة, وليمة الملك و الشرب و أول تذوق له للجعة. كانت الغرفة تدور فيه و حنجرته جافة, وفي تلك اللحظة وعد نفسه أنه لن يشرب مرة أخرى.

نظر تور حوله, في محاولة لمعرفة اتجاهات هذه الثكنة الكهفية. كان في كل مكان أجساد ملقاة على أكوام من القش, والغرفة يملأها الشخير, التفت إلى الجهة الأخرى ورأى ريس, على بعد أمتار قليلة, ملقاً أيضاً. ثم أدرك تور أنه كان في الثكنات, ثكنة الفيلق. كل من حوله كانوا فتياناً من عمره, حوالي خمسين فتى.

تذكر تور أن ريس قد دلّه على الطريق, في ساعة متأخرة من الصباح, و تذكر سقوطه على كومة من القش. أضاءت أشعة الصباح الباكر الغرفة من النوافذ المفتوحة, وسرعان ما أدرك تور أنه الوحيد الذي كان مستيقظاً. نظر إلى الأسفل ورأى أنه قد نام بثيابه, ومرر يده خلال شعره الدهني. وفكر أنه سيفعل أي شيء للحصول على فرصة للاستحمام, على الرغم أنه لا يملك فكرة عن المكان, وسيفعل أي شيء للحصول على القليل من الماء. ثم سمع صوت قرقرة معدته, إنه يريد طعاماً أيضاً.

كان كل شيء جديد بالنسبة له. هو بالكاد يعرف أين مكانه, وأين من الممكن أن تأخذه الحياة بعد ذلك, وتساءل ما هي اجراءات فيلق الملك, لكنه كان سعيداً. لقد كانت ليلة مبهرة, واحدة من أروع الأيام في حياته. وقد أصبح ريس صديقاً حميماً له, وقد لاحظ جويندولين وهي تتمعن في وجهة مرة أو مرتين. لقد حاول التحدث معها, ولكنه في كل مرة كان يقترب, تخونه شجاعته, شعر بالأسف حين فكر بذلك. لقد كان هناك العديد من الناس حولهم. لو كان من الممكن أن يكونا وحدهما, ربما سيكون لديه الشجاعة ليفعل ذلك. ولكن هل يمكن أن يكون هناك مرة قادمة؟

وحين كان تور ما يزال يفكر في ذلك, أتى ضجيج مفاجئ على أبواب الثكنات الخشبية, وبعد لحظة, فتحت الأبواب بقوة, ودخل الضوء منها.

"على أقدامكم, أيها المرافقون!" جاءت صرخة.

مجموعةٌ من عشرة أفراد من فرقة الفضة الملكية, بدروع من الطراز الأول, يقرعون الجدران الخشبية بقضبان حديدية. كان ضجيجهم يصم الآذان, و كل الفتيان الآخرين قفزوا على أقدامهم.

كان قائد المجموعة جندي شرس المظهر لاحظه تور في الساحة في اليوم السابق, كان ممتلئ الجسم و أصلعاً مع ندبة على أنفه, وقد قال له ريس أن اسمه كولك.

بدا أنه مقطب الحاجبين في وجه تور ثم رفع إصبعه وأشار له في وجهه.

"أنت هناك, أيها الفتى!" صرخ. "قلت على قدميك!"

كان تور مرتبكاً, إنه واقف بالفعل.

"ولكن يا سيدي أنا أقف على قدمي بالفعل, " أجاب تور.

تقدم إلى الأمام اتجاه تور و صفعه على وجهه.

اشتعل قلب تور بالسخط بينما كانت كل العيون عليه.

"لا تقم بالرد على سيدك مرة أخرى!" وبخه كولك.

قبل أن يستطيع تور الرد, تحرك الرجل وتجول عبر الغرفة, يشد الفتيان بعنف للوقوف على أقدامهم, و يركل من كان بطيئاُ على أضلاعه.

"لا تقلق," جاء صوت مطمئن.

التفت ورأى ريس واقفاً هناك.

"هذا ليس لك فقط, إنها طريقتهم فقط. طريقتهم في تحطيمنا باستمرار."

"لكنه لم يفعل ذلك لك," قال تور.

"بالطبع, إنهم لن يلمسوني, بسبب والدي. لكنهم لن يكونوا مهذبين بشكل كاملٍ أيضاً. إنهم يريدون أن نكون في هذا الشكل, هذا كل شيء. إنهم يعتقدون أنهم بذلك يجعلوننا أشداء, لا تعر اهتماماً كبيراً لهم."

سار كل الفتيان خارج ثكناتهم وخرج تور و ريس معهم. حين تقدموا إلى الخارج, دخلت أشعة الشمس الساطعة في عيون تور وحدق بعينين نصف مغمضتين ورفع يده ليحجبها. فجأة, شعر بالغثيان, التفت وانحنى ثم تقيأ.

كان يسمع صهصلة من كل الفتيان حوله. دفعه أحد الحرس, و تعثر تور إلى الأمام نحو خط الفتيان الآخرين, ومسح فمه.

لم يشعر تور بمثل هذه الفظاعة.

ابتسم ريس بجانبه.

"ليلة قاسية, أليس كذلك؟" سأل تور, مبتسماً ابتسامة عريضة, وضربه بمرفقه في ضلوعه. "قلت لك أن تتوقف بعد القدح الثاني."

شعر تور بالانزعاج حين اخترق الضوء عينيه, لم يشعر بحرارتها القوية مثل اليوم. كان يوماً حاراً بالفعل, وكان يشعر بقطرات من العرق تحت حزام حقيبته الجلدية.

حاول تور أن يتذكر تحذير ريس بالليلة السابقة, و لكن لو حاول أن يتذكر مدى الحياة لن يستطيع ذلك.

"أنا لا أتذكر أي نصيحة من هذا القبيل," رد تور.

ابتسم ريس ابتسامة عريضة. "هذا لأنك لم تستمع بالضبط," ضحك ريس. "ومحاولاتك الخرقاء تلك للتحدث إلى أختي," أضاف ريس. "لقد كانت مثيرة للشفقة بشكل لا يصدق, أعتقد أنني لم أرى في حياتي صبياً يخاف من فتاة بهذا الشكل."

احمر وجه تور وهو يحاول التذكر, ولكنه لم يستطع. كل شيء كان ضبابياً بالنسبة له.

"أنا لم أقصد أي إساءة," قال تور. "مع أختك."

"لا يمكنك الإساءة لي. إذا أرادتك أختي, سأكون سعيداً بذلك."

سارا بسرعة أكبر, حين صعدت المجموعة نحو تلة. وكان يبدو أن الشمس تزداد قوة مع كل خطوة.

"لكن لا بد لي من تحذيركم, كل من في المملكة يسعى وراءها. الفرصة لها باختيارك, دعني أقول أنها تتحكم بهم."

كان تور يشعر بالاطمئنان كما كانوا يسرعون عبر التلال الخضراء في بلاط الملك. كان يشعر بالقبول لدى ريس. كان ذلك مدهشاً, لكنه شعر بأن ريس كان أخاً أكثر من إخوته الحقيقين. بينما كان يسير, لاحظ إخوته الثلاثة يسيرون بالقرب منه. واحد منهم التفت وعبس في وجهه, ثم نبّه شقيقه الآخر, الذي ألقى نظرة إلى الوراء مع ابتسامة سخرية. لقد هزوا رؤوسهم متوعدين بالعقاب. لم يتفوهوا بأي كلمة تدل على ذلك, ولكن لم يكن تور يتوقع أيّ شيء آخر منهم.

"اصطفوا في خط, أيها الفيلق! الآن!"

نظر تور ورأى العديد من حشود الفضة حوله, ودفعوا خمسين منهم في طابور مزدوج. جاء رجل وضرب صبياً أمام تور بقضيب خيزران كبير, كان يضربه بقوة على ظهره, بكى الصبي من شدة الألم وسقط تماماً في الطابور. وسرعان ما اصطفوا بشكل منتظم وساروا بثبات عبر بلاط الملك.

"عندما تسير نحو معركة, تسير في خطا واحدة!" صاح كولك, وهو يمشي يميناً ويسرة على الجانبين. "هذه ليست ساحة أمك, أنت تسير نحو حرب!"

سار تور بجانب ريس, يتعرق تحت الشمس, ويتساءل إلى أين يتم اقتياده. لا يزال يشعر بالغثيان من الجعة, وتساءل متى سيكون بإمكانه تناول وجبة الإفطار, ومتى سيحصل على شيء يشربه. ومرة أخرى, لعن نفسه لشربه في الليلة السابقة.

بعد الذهاب صعوداً وهبوطاً عبر التلال, وبالمرور خلال بوابة مقوسة حجرية, وصلوا أخيراً إلى الحقول المحيطة. مروا خلال بوابة مقوسة أخرى, ودخلوا إلى ما يشبه المدرج نوعاً ما, ملعب تدريب الفيلق.

أمامهم جميع أنواع أهداف رمي الرماح و إطلاق السهام و إلقاء الحجارة, فضلاً عن أكوام القش للتدريب على السيوف. تسارعت دقات قلب تور حين شاهد ذلك, أراد أن يذهب هناك لاستخدام الأسلحة والتدريب.

ولكن بينما كان تور يشق طريقه نحو منطقة التدريب, فجأة دُفع بمرفق في أضلاعه من الخلف, هو و مجموعة صغيرة من ستة أولاد, معظمهم بعمر تور, سيقوا بعيداً عن الخط الرئيسي. وجد تور نفسه يبتعد عن ريس, مقتاداً إلى جانب آخر من الميدان.

"هل تفكر أنك ذاهب للتدريب؟" سأل كولك ساخراً حين ابتعدوا عن الآخرين, بعيداً عن التدريب. "تدريب اليوم على الخيول."

نظر تور و رأى إلى أين كانوا ذاهبين, إلى جانب آخر من الميدان, حيث يوجد العديد من الخيول. نظر كولك إليه ورسم على وجهه ابتسامة الشر.

"بينما يتدرب الآخرون على القاء الرماح والسيوف, سترعى الخيول وتنظف مخلفاتها. يجب على الجميع أن يبدأ من مكان ما, مرحبا بك بالفيلق."

سقط قلب تور, لم يتصور الأمور بهذا الشكل على الإطلاق.

"هل تعتقد أنك مميز أيها الصبي؟" سأل كولك, ومشى بجانبه, مقترباً من وجهه. وشعر تور أنه يحاول أن يحطم معنوياته.

" لأنك أعجبت الملك وابنه فقط, لا يعني لي هذا شيئاً. أنت تحت إمرتي الآن. هل تفهم؟ أنا لا يهمني أي الحيل التي مارستها على ميدان المبارزة. أنت مجرد فتى صغير مثل البقية, هل تفهمني؟"

ارتعد تور, إنه سيكون تدريباً طويلاً وشاقاً.

وما جعل الأمور أكثر سوءاً, حين ابتعد كولك لتعذيب شخص آخر, التفت صبي أمام تور, فتى ممتلئ الجسم بأنف مسطح, ونظر بسخرية في وجهه.

" أنت لا تنتمي إلى هنا, لقد غششت للوصول إلى هنا. أنت لم تكن مختاراً, أنت لست واحداً منا. لا أحد منا يحبك."

التفت الصبي بجانبه وسخر في وجهه أيضاً.

"سنقوم بكل ما في وسعنا لنخرجك من هنا," قال الصبي. "الدخول إلى هنا سهل أمام البقاء."

أصابت الرعشة جسد تور من كراهيتهم. لم يستطيع تور أن يصدق أنهم كانوا بالفعل أعدائه, ولم يفهم ما الذي فعله ليستحق هذا. كل ما كان يرغب به هو الانضمام إلى الفيلق.

"يجب أن تنتبه إلى نفسك," جاء صوت.

نظر تور ورأى فتى طويل القامة, نحيفاً وأحمر الشعر و النمش يملأ وجهه ذو عيون خضراء صغيرة. "أنتما الاثنان عالقان معنا هنا," أضاف. "أنت لست مميزاً أيضاً, اذهب وضايق شخصاً آخر."

"أنت اهتم بعملك, لاكي," صاح أحد الفتيان, "أو سنسعى ورائك أيضاً."

"جرب ذلك," قال الفتى الأحمر باندفاع.

"أنت تتحدث حين أسمح لك بذلك," صاح كولك في واحد من الأولاد, وصفعه بقوة على مؤخرة رأسه. ومن حسن الحظ أن الولدان الذين كانوا أمام تور ساروا بعيداً.

لم يكن تور يعرف ماذا يقول, لقد شعر بأنه ممتن إلى الفتى الأحمر.

"شكراً لك," قال تور.

التفت الفتى وابتسم في وجهه.

"اسمي أوكونور. كنت صافحتك, ولكن سيقومون بصفعي إن فعلت. لذلك خذ هذا بمثابة المصافحة."

ابتسم ابتسامة واسعة, وأحبه تور على الفور.

"لا تهتم لهم," أضاف الفتى. "إنهم خائفون فقط, مثل كل البقية. لا أحد منا يعرف تماما لماذا تم اختيارنا."

وسرعان ما وصلت مجموعته إلى نهاية الميدان, وعدّ تور ستة خيول كانت تثب هناك.

"أمسكوا بالألجمة!" أمر كولك. "امسكوهم بثبات وسيروا بهم حول الميدان حتى وقت استراحتهم, افعلوا ذلك الآن!"

تقدم تور ليأخذ لجام واحد من الخيول, وكما كان يفعل ذلك, عاد الحصان إلى الخلف وقفز, راكلاً تور تقريباً. اندهش تور وتعثر, وضحك الآخرين في وجهه. صفعه كولك بقوة على رأسه من الخلف, وشعر بالرغبة في الانتقام.

"أنت فرد في الفيلق الآن, لا يمكنك التراجع أبداً. من أي أحد, لا رجل و لا حيوان. الآن خذ ذلك اللجام!"

حاول تور أن يهدئ نفسه, تقدم إلى الأمام, وأمسك بلجام الحصان الذي كان يثب. تمكن تور من الصمود بينما كان يجذب الحصان و يسحبه, وبدأ بقيادته حول الملعب الترابي الواسع, وهو يمشي مع الآخرين.

كان حصانه يسحب اللجام بقوة و يقاوم, ولكن تور قاوم أيضاً غير مستسلم بسهولة.

"إن الأمور تتحسن, أنا أشعر بذلك."

التفت تور لرؤية أوكونور يمشي بجانبه, وهو يبتسم. "إنهم يريدون تحطيمنا, هل تعلم؟"

فجأة توقف حصان تور. ومهما كان تور يسحبه بقوة, إنه لن يتزحزح أبداً. ثم شم تور رائحة فظيعة, كان هناك الكثير من الفضلات القادمة من الحصان التي لم يتصورها أبداً. لا يبدو أنها ستنتهي.

شعر تور بمجرفة صغيرة توضع في كفه, نظر ورأى كولك بجانبه, يبتسم.

"نظف هذا الآن!" صاح كولك.

الفصل الثاني عشر

وقف جاريث في سوق مزدحم, وهو يرتدي عباءة على الرغم من حرارة الشمس في منتصف النهار, كان يتعرق بشدة و يحاول عدم الكشف عن هويته. لقد حاول دائماً تجنب هذا الجز من بلاط الملك, هذه الأزقة المزدحمة حيث الروائح الكريهة و عوام الناس.

كل الناس من حوله يساومون و يتاجرون و يحاولون كسب ما يستطيعون. وقف جاريث في كشك على الزواية, يتظاهر بالاهتمام بفاكهة البائع, وأبقى رأسه منخفضاً. وهو يقف على بعد أمتار قليلة من فيرث, في نهاية زقاق مظلم, يفعلون ما الذي قدموا لفعله.

وقف جاريث على مقربة من المحادثة, مديراً ظهره لهم لكي لا يرى. كان قد أخبره فيرث عن رجل, من المرتزقة, سيبيعه قارورة سم. أراد جاريث شيئاً قوياً, شيئاً يمكنه أن ينفذ به مكيدته. ليس هناك فرص أخرى. ففي النهاية, كانت حياته على المحك.

كان من الصعب أن يسئل العطار عن هذه الأمور. لذلك وضع فيرث لهذه المهمة, حيث أبلغه فيرث بما وجده بعد أن سأل في السوق السوداء. كان قد دله على هذا الرجل القذر, الذي يتحدث إليه الآن في نهاية الزقاق. وكان جاريث قد أصر على القدوم للإجراء النهائي, للتأكد من أن كل شيء سيسير بسلاسة, وليتأكد أنه لم يكن هناك احتيال أو أنه سيعطى جرعة زائفة. وإضافة إلى ذلك, كان لا يزال غير مطمئن تماما من كفاءة فيرث. بعض المسائل يجب أن يهتم بها بنفسه.

لقد انتظروا هذا الرجل لمدة نصف ساعة, وكان جاريث قد وقف في السوق المزدحمة, يصلي أن لا يتعرف عليه أحد. حتى لو أن أحد تعرف عليه, تصور أنه طالما أبقى ظهره للزقاق, لو تعرف عليه شخص ما, سيسير بعيداً ولن يقترب منه.

"أين هي القارورة؟" فيرث, على بعد بضعة أمتار, سأل ذاك الرجل القميء.

التفت جاريث قليلاً, حذراً ليبقي وجهه متخفياً, يختلس النظر من زاوية ردائه. كان يقف قبالة فيرث شخص يملك نظرات شريرة, قذراً ونحيلاً جداً مع خدين غارقين وعيون سوداء ضخمة. كان يشبه الفئران قليلاً, كان يحدق بفيرث بعيون لا تجفن.

"أين المال؟" أجاب الرجل.

كان يأمل جاريث أن يستطيع فيرث التعامل مع هذا جيداً, فهو يدير الأمور عادة بطريقة مقلوبة.

"سأعطيك المال حين تعطيني القارورة," أصر فيرث على موقفه.

جيد, فكر جاريث معجباً بما فعله.

كانت هناك لحظة من الصمت, ثم:

"أعطني نصف المال الآن, وسأقول لك أين هي القارورة."

"أين هي؟" تردد صوت فيرث بارتفاع. "قلت أنه يمكنني الحصول عليها."

"قلت لك ذلك, نعم. ولكنني لم أقل لك أنني سأحضرها. هل تعتقد أنني معتوه؟ الجواسيس في كل مكان. لا أعرف ماهي نيتك, ولكنني أفترض أنها ليست حسنة. وإلا لماذا تريد شراء قارورة السم؟"

تردد فيرث, وعرف جاريث أنه قد ألقي القبض عليه.

أخيراً, سمع جاريث صوت قطع نقدية, اختلس النظر وشاهد العملات الذهبية تتدفق من كيس فيرث إلى راحة الرجل.

انتظر جاريث ثانية شعر أنها ستمتد إلى الأبد, بقلق متزايد لما يجري بينهم.

"عليك أن تذهب إلى الغابة المظلمة," أجاب الرجل في نهاية المطاف. " بعد ثلاثة أميال, على مفترق الطريق الذي يقود إلى أعلى التل. في الأعلى افترق على اليسار. سوف تذهب خلال الغابة المظلمة, ثم ستصل إلى أرض خالية من الأشجار. ستجد كوخ الساحرة, ستكون بانتظاركم مع القارورة التي تريدها."

اختلس جاريث النظر من غطاء رأسه, ورأى فيرث يستعد للمغادرة. بينما كان يفعل, أمسكه الرجل من قميصه فجأة.

"المال," زمجر الرجل. "هذا ليس كافياً."

كان يمكن لجاريث أن يرى الخوف يظهر على وجه فيرث, وتأسف لأنه أرسله لهذه المهمة. هذا الرجل القذر سيكتشف خوفه الآن ويستفيد من ذلك, لم يكن فيرث مناسباً لهذا النوع من الأمور.

"لكنني أعطيتك بالضبط ما طلبت," احتج فيرث رافعاً صوته عالياً جداً, كان يبدو مخنثاً. وهذا على ما يبدو شجّع الرجل.

ابتسم ابتسامة عريضة يملؤها الشر.

"ولكن الآن أنا أطلب أكثر."

اتسعت عينا فيرث من الخوف والتردد. ثم, فجأة التفت فيرث ونظر تماما في وجهه.

التفت جاريث بعيداً, على أمل أنه لم يتأخر جداً, وأنه لم يُكشف. كيف يمكن لفيرث أن يكون بهذا الغباء؟ كان يصلي لكي لا يحصل أسوأ من ذلك.

ارتعد قلب جاريث بينما كان ينتظر, كان يقلب الفاكهة بقلق شديد ويتظاهر بأنه مهتم. كان هناك صمت لا نهاية له, بينما كان جاريث يتخيل أن كل شيء سيصبح أسوأ.

من فضلك, لا تجعل الأمور تصبح بهذه الطريقة, جاريث صلى لنفسه. من فضلك, سأفعل أي شيء. سأتخلى عن المكيدة.

شعر بكف يصفعه على ظهره, التفت ونظر.

عيون ذاك الرجل المرتزق الكبيرة السوداء, تحدق به.

"لم تخبرني بأن لديك شريكاً," دمدم الرجل. "أم أنك جاسوس؟"

اقترب الرجل منه وقبل أن يستطيع جاريث أن يفعل شيئاً, نزع الرجل الغطاء عن رأسه. تفحص وجه جاريث, واتسعت عيناه في صدمة.

"سيدي الأمير," تلعثم الرجل. "ماذا تفعل هنا؟"

بعد ثانية, ضاقت عينا الرجل حين أدرك الأمر, وأجاب نفسه, مع ابتسامة رضا صغيرة. تحيكون مؤامرة معاً. كان أكثر ذكاء بكثير مما كان جاريث يؤمل.

"فهمت ذلك." أكمل الرجل. "هذه القارورة, كانت لك, أليس كذلك؟ كنت تهدف لتسميم شخص ما, أليس كذلك؟ ولكن من؟ نعم هذا هو السؤال..."

ظهر القلق على وجه جاريث. هذا الرجل, لقد كان سريعاً جداً. كان الأوان قد فات. كانت كل مخططاته تنكشف من حوله, كان فيرث قد أفسد الأمر برمته. لو أن هذا الرجل فضح جاريث, ربما سيحكم عليه بالإعدام.

"والدك, ربما؟" سأل الرجل, وعيناه تشتعلان لأخذ الاعتراف. "نعم, هكذا هو الأمر, أليس كذلك؟ لقد أبعدت عن الحكم. والدك, كنت تهدف لقتل والدك."

كان جاريث قد سمع ما يكفي. دون تردد, تقدم إلى الأمام وسحب خنجر صغير من داخل عباءته, وغرسه في صدر الرجل, شهق الرجل.

لم يرد جاريث أن يكون أحدا من المارة شاهداً على ذلك, لذلك أمسك الرجل من ردائه وسحبه قريباً منه, حتى كادت وجوههم أن تتلامس, وحتى كان يمكنه أن يشم رائحة أنفاسه النتنة. بيده الأخرى أغلق فم الرجل قبل أن يتمكن من الصراخ. شعر جاريث بقطرات دمه الساخنة على كفه, تسير خلال أصابعه.

جاء فيرث إلى جانبه وأطلق صرخة رعب.

أمسك جاريث بالرجل هكذا لستين ثانية, حتى النهاية, حين شعر بجسده ارتخى بين يديه. تركه ينهار, ويترنح, ثم أصبح كومة على الأرض.

نظر جاريث في كل مكان, يتساءل عما إذا كان قد شُوهد, لحسن الحظ, أن الرؤوس لا تلتفت في هذا السوق المزدحم, في هذا الزقاق المظلم. أزال ثوبه ورمى به على الكومة الهامدة.

"أنا آسف, أسف جداً, آسف لذلك," بقي فيرث يكرر ذلك مثل طفلة صغيرة, يبكي بشكل هيستيري و يهتز بينما كان يقترب نحو جاريث.

"هل أنت بخير؟ هل أنت بخير؟"

رفع جاريث يده في وجهه.

"أغلق فمك واذهب من هنا," قال جاريث مهسهساً.

سارع جاريث بالركض بعيداً.

استعد جاريث للمغادرة, ولكنه توقف بعد ذلك والتفت إلى الوراء. كان ما يزال هناك شيء واحد ليفعله, انحنى إلى الأسفل, أمسك بقطعه النقدية من يد القتيل, ووضعها مرة أخرى في حزامه.

لن يكون الرجل بحاجة هذه بعد الآن.

Yaş sınırı:
16+
Litres'teki yayın tarihi:
10 ekim 2019
Hacim:
242 s. 5 illüstrasyon
ISBN:
9781632910967
İndirme biçimi:
Metin
Ortalama puan 4, 1 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 2, 1 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 3, 2 oylamaya göre
Ses
Ortalama puan 3, 2 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 5, 3 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 4,8, 6 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 4,8, 6 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 5, 1 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 5, 2 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre
Metin
Ortalama puan 0, 0 oylamaya göre